وقالسفيان بْنُعُيَيْنَةَ: كان يُقَالُ: أنْ يَكُونَ لكَ عَدُوٌّ صالِحٌ خَيْرٌ مِن أنْ يكونَ لكَ صَدِيقٌ فاسِدٌ ؛ لأَنَّ الْعَدُوَّ الصَّالِحَ يَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ أنْ يُؤْذِيَكَ أو يَنَالَكَ بِمَا تَكْرَهُ، وَالصَّدِيقُ الْفَاسِدُ لا يُبَالِي ما نالَ مِنْكَ .

عن أحمدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: قُلْتُ لأبي سُلَيْمَانَ : إِنَّ فُلاَنًا وفُلاَنًا لا يَقَعَانِ علَى قَلْبِي ، قال: ولا علَى قَلْبِي ، ولَكِنْ لَعَلَّنَا إِنَّما أُتِينَا مِن قَلْبِي وقَلْبِكَ، فَلَيْسَ فِينَا خَيْرٌ ولَيْسَ نُحِبُّ الصَّالِحِينَ .

كان أبو الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ بْنُ محمدٍ كثيرًا ما يقولُ: عِلْمُنَا مَضْبُوطٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، مَنْ لَمْ يَحْفَظِ القرآنَ ولَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ ولَمْ يَتَفَقَّهْ لا يُقْتَدَى به .

وقال سفيان بْن ُعُيَيْنَةَ: قالَتِ العلماءُ : الْمَدْحُ لا يَغُرُّ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ .

سُئِلَ سفيانُ الثوريُّ: طَلَبُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إليكَ أَوِ الْعَمَلُ ؟ فقال: إِنَّمَا يُرَادُ الْعِلْمُ لِلْعَمَلِ، لا تَدَعْ طَلَبَ الْعِلْمِ لِلْعَمَلِ، ولا تَدَعِ الْعَمَلَ لِطَلَبِ الْعِلْمِ .

عنْ جابِرٍ قالَ: قال لي محمدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ : يا جابِرُ بَلَغَنِي أنَّ قَوْمًا بِالْعِرَاقِ يَزْعُمُونَ أَنَّهم يُحِبُّونَنَا وَيَنَالُونَ أبا بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، ويَزْعُمُونَ أَنِّي أَمَرْتُهُمْ بِذَلِكَ، فَأَبْلِغْهُمْ أَنِّي إلى اللهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ وُلِّيتُ لَتَقَرَّبْتُ إلى اللهِ تَعالَى بِدِمَائِهِم ، لا نَالَتْنِي شَفاعَةُ محمدٍإِنْ لَمْ أَكُنْ أَسْتَغْفِرُ لهما وأَتَرَحَّمُ عَليهِمَا ، إنَّ أَعْدَاءَ اللهِ لَغَافِلُونَ عنهما ، ومَنْ لَمْ يَعْرِفْ فَضْلَ أبي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ الله عنهما فَقَدْ جَهِلَ السُّنَّةَ .

قال سفيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: أَوْحَى اللهُ تعالى إلى مُوسَى عليهِ السَّلامُ : إنَّ أَوَّلَ مَن ماتَ إِبْلِيسُ، وذلك أَنَّهُ أَوَّلُ مَن عَصانِي، وأَنا أَعُدُّ مَن عَصانِي مِنَ الْمَوْتَى !

قال حَبِيبٌ: لا تَقْعُدُوا فُرَّاغًا فإِنَّ الْمَوْتَ يَلِيكُمْ.

قال أبو سعيدٍ الْخَزَّازُ : كلُّ ما فاتَكَ مِنَ اللهِ سِوَى اللهِ يَسِيرٌ، وكلُّ حَظٍّ لك سِوَى اللهِ قليلٌ .

عن سعيدِبنِ الْمُسَيَّبِ قال: مَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ افْتَقَرَ الناسُ إليه .

قال الْجُنَيْدُ : الطُّرُقُ كُلُّهَا مَسْدُودَةٌ علَى الْخَلْقِ إِلاَّ مَنِ اقْتَفَى أَثَرَ الرَّسُولِ وَاتَّبَعَ سُنَّتَهُ ولَزِمَ طَرِيقَتَهُ، فإنَّ طُرُقَ الْخَيْرَاتِ كُلَّها مفتوحةٌ عليه .

كانَ ابْنُ عَيَّاشٍ الْمَنْتُوفُ يَقَعُ في عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ويَشْتُمُهُ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ فقال: يا هذا لا تُفْرِطْ في شَتْمِنَا وأَبْقِ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا، فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أنْ نُطِيعَ اللهَ فيه .

قالَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ: لَيْسَ مِن أَعْلاَمِ الْحُبِّ أنْ تُحِبَّ ما يُبْغِضُ حَبِيبُكَ.

قِيلَ لِحَمْدُونَ بْنِ أحمدَ: ما بَالُ كَلامِ السَّلَفِ أَنْفَعُ مِن كَلامِنَا ؟ قال: لأَنَّهم تَكَلَّمُوا لِعِزِّ الإسلامِ ونَجاةِ النُّفُوسِ ورِضَاءِ الرحمنِ ، ونحنُ نَتَكَلَّمُ لِعِزِّ النَّفْسِ وطَلَبِ الدُّنيا وقَبُولِ الْخَلْقِ .

قال الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: لَيْسَتِ الدَّارُ دَارَ إِقَامَةٍ، وإِنَّما أُهْبِطَ آدَمُ إليها عُقُوبَةً، أَلاَ تَرَى كيفَ يَزْوِيهَا عنه ، يُمَرِّرُ عليه بِالْجُوعِ مَرَّةً وبِالْعُرْيِ مَرَّةً وبِالْحَاجَةِ مَرَّةً ؟ كَما تَصْنَعُ الْوَالِدَةُ الشَّفِيقَةُ بِوَلَدِهَا، تَسْقِيهِ مَرَّةً حَضِيضًا ومَرَّةً صَبِرًا ، وإِنَّما تُرِيدُ بذلكَ ما هو خَيْرٌ له .

قيل لِسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: مَن أَعْبَدُ الناسِ ؟ قال: رجلٌ اجْتَرَحَ مِنَ الذُّنوبِ فَكُلَّما ذَكَرَ ذُنُوبَهُ احْتَقَرَ عَمَلَهُ .

قال رجلٌ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: عِظْنِي ولا تُكْثِرْ عَليَّ فَأَنْسَ ، فقال له: اِقْبَلِ الْحَقَّ مِمَّنْ جاءَكَ به وإنْ كانَ بَعِيدًا بَغِيضًا، وَارْدُدِ الباطلَ على مَن جاءَكَ به وإنْ كانَ حَبِيبًا قَرِيبًا .

قال أبو حَبِيبٍ الْبَدَوِيُّ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَنْعُ اللهِ عَطاءٌ، وذلك أَنَّه لا يَمْنَعُ مِن بُخْلٍ ولا عُدْمٍ ، إِنَّما مَنْعُهُ نَظَرٌ وَاخْتِبَارٌ .

وقال علي رَضِيَ اللهُ عنه: أَلاَ إِنَّ الْفَقِيهَ كُلَّ الْفِقْهِ الَّذِي لا يُقَنِّطُ الناسَ مِن رَحْمَةِ اللهِ، ولا يُؤَمِّنُهم مِن عذابِ اللهِ، ولا يُرَخِّصُ لهم في مَعاصِي اللهِ، ولا يَدَعُ القرآنَ رَغْبَةً عنه إلى غَيْرِهِ.

وقال الطّمِسْتَانِيُّ: إِيَّاكَ وَالاغْتِرَارَ بِلَعَلَّ وعَسَى ، وعليكَ بِالْهِمَّةِ، فإِنَّها مُقَدِّمَةُ الأشياءِ وعليها مَدَارُهَا وإليها رُجُوعُهَا .

قال حيلان بن فروة : إذا فُتِحَ لِأَحَدِكم بابُ خَيْرٍ فَلْيُسْرِعْ إليه فإِنَّهُ لا يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عنه .

وقال بِلالٌ بن سعد : إذا رأيتَ الرجلَ لَجُوجًا مُمَارِيًا مُعْجَبًا بِرَأْيِه فقدْ تَمَّتْ خَسَارَتُه.

وقال: رأيتُ الدُّنيا في النَّوْمِ عَجُوزًا حَدْبَاءَ مُشَوَّهَةً تُصَفِّقُ بِيَدَيْهَا، وخَلْفَها خَلْقٌ يَتْبَعُونَها يُصَفِّقُونَ ويَرْقُصُونَ، فَلَمَّا كانتْ بِحِذَائِي أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فقالتْ: لَوْ ظَفَرْتُ بكَ صَنَعْتُ بكَ ما صَنَعْتُ بِهؤلاءِ .

سَأَلَ رَجُلٌ مالِكًا عن مَسْأَلَةِ فقال: لا أُحْسِنُهَا، فقال الرجلُ : لقد جِئْتُ إليكَ مِن سَفَرٍ بَعِيدٍ لأَسْأَلَكَ عنها، فقال له مالكٌ : فإذا رَجَعْتَ إلى مَكانِكَ ومَوْضِعِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي قد قُلْتُ لكَ إِنِّي لا أُحْسِنُهَا !

قال أبو بكرِ بْنُ عَيَّاشٍ: قال لي رجلٌ مَرَّةً وأنا شَابٌّ : خَلِّصْ رَقَبَتَكَ ما استطعتَ في الدُّنيا مِنْ رِقِّ الآخرةِ، فإنَّ أَسِيرَ الآخرةِ غَيْرُ مَفْكُوكٍ أَبَدًا. قال أبو بكرٍ: فَما نَسِيتُهَا أَبَدًا .

قال أبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: إنَّه لَيْسَ بينَ الْجَنَّةِ والنَّارِ طُرُقٌ ولا فَيَافِي ، ولا مَنْزِلٌ هُنَالِكَ لِأَحَدٍ؛ مَنْ أَخْطَأَتْهُ الْجَنَّةُ صارَ إلى النَّارِ .

قال الْخَلِيفَةُ سليمانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لأبي حازمٍ : اِرْفَعْ إليَّ حاجَتَكَ، قال: أَيْهَاتَ، أَيْهَاتَ، قد رَفَعْتُهَا إلى مَنْ لا تُخْتَزَنُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، فَما أَعْطَانِي منها قَنَعْتُ، وما زَوَى عَنِّي رَضِيتُ .

قال ذَرٌّ لأبيهِ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ: ما بالُ الْمُتَكَلِّمِينَ يَتكلَّمونَ فلا يَبْكِي أَحَدٌ، فإذا تَكلمتَ يا أَبَتِ سَمِعْتُ الْبُكاَء َمِن هاهنا وهاهنا ؟ فقال: يا بُنَيَّ، لَيْسَتِ النَّائِحَةُ الْمُسْتَأْجَرَةُ كَالنَّائِحَةِ الثَّكْلَى .

وقال: علَى قَدْرِ إِعْزَازِ الْمُؤْمِنِ لأَمْرِ اللهِ يُلْبِسُهُ اللهُ مِن عِزِّهِ ويُقِيمُ له الْعِزَّ في قُلوبِ المؤمنينَ، فَذَلِكَ قَوْلُه تَعالَى ( وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )

كان طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ إذا ذُكِرَ عندَه الاختلافُ قال: لا تَقُولُوا الاخْتِلاَفَ، ولكنْ قُولُوا : السَّعَة .

قال غَسَّانُ بْنُ الْفَضْلِ: كان بِشْرٌ مِنَ الَّذِينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ ، وإذا رأيتَ وَجْهَهُ ذَكَرْتَ الآخرةَ، رَجُلٌ مُنْبَسِطٌ ليس بِمُتَمَاوِتٍ.

قال حَمَّادٌ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ لا يَنْصَرِفُ مِن سُوقِهِ إِلاَّ مَعَهُ شَيْءٌ يَحْمِلُهُ لِعِيَالِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ قَارُورَةَ الدُّهْنِ بِيَدِهِ يَحْمِلُهَا ، فَقُلْتُ له في ذلكَ فقالَ: إِنِّي سَمِعْتُ الْحَسَنَ يقولُ: إنَّ المؤمنَ أَخَذَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدَبًا حَسَنًا ، فإذا أُوسِعَ عليه أَوْسَعَ، وإذا أُمْسِكَ عليه أَمْسَكَ.

قال عُمَرُ بْنُ عبدِ الْعَزِيزِ لأَبِي حازِمٍ: عِظْنِي يا أبا حازِمٍ ، قال: اِضْطَجِعْ ثُمَّ اجْعَلِ الْمَوْتَ عندَ رَأْسِكَ، ثم انْظُرْ ما تُحِبُّ أنْ تَكُونَ فيه تلكَ السَّاعَةَ فَخُذْ فيه الآنَ، وما تَكْرَهُ أنْ تَكُونَ فيه تلكَ السَّاعةَ فَاتْرُكْهُ الآنَ .

سُئِلَ الْجُنَيْدُ بْنُ محمدٍ عنْ حَقِيقةِ الشُّكْرِ فقال : أَلاَّ يُسْتَعانَ بِشَيْءٍ مِن نِعَمِهِ علَى مَعاصِيه .

قال الْمُقَرَّبُونَ مِنَ الأَعْمَشِ: ظَلَّ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى ولا الصَّفُّ الأَوَّلُ، وكانَ يَلْتَمِسُ الْحَائِطَ حَتَّى يَقُومَ في الصَّفِّ الأَوَّلِ . وكان وَكِيعٌ يَذْهَبُ إليه قَرِيبًا مِنْ سِتِّينَ سَنَةً فَما رآهُ يَقْضِي رَكْعَةً .

عن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قال لنا أَيُّوبُ: إِنَّكَ لا تُبْصِرُ خَطَأَ مُعَلِّمِكَ حتَّى تُجَالِسَ غَيْرَه، جالِسِ النَّاسَ .

وقال ابن مسعود : لاَ يُقَلِّدَنَّ أَحَدُكُمْ دِينَهُ رَجُلاً، فَإِنْ آمَنَ آمَنَ، وإِنْ كَفَرَ كَفَرَ، فإنْ كُنْتُمْ لاَبُدََّ مُقْتَدِينَ فَاقْتَدُوا بِالْمَيِّتِ، فإِنَّ الْحَيَّ لا تُؤْمَنُ عليه الْفِتْنَةُ.

كانَ أبو الْجَوْزَاءِ يَقُولُ: لَوْ أنَّ أُنَاسًا مِن فُقَهَائِكموأَغْنِيَائِكُمُ انْطَلَقُوا إلى رجلٍ فَقِيهٍ غَنِيٍّ فَسَألُوهُ كُوزًا مِن ماءٍ أَكانَ يُعْطِيهِم ؟ قالوا : يا أَبا الْجَوْزَاءِ ومَن يَمْنَعُ كُوزًا مِن ماءٍ؟ قال أبو الجوزاءِ: وَاللهِ إِنَّ اللهَ أَجْوَدُ بِجَنَّتِه مِن ذلك الرَّجُلِ بذلكَ الْكُوزِ مِن ماءٍ.

قال سفيان: زَيِّنُوا الْعِلْمَ بأنفسِكم ولا تَزَيَّنُوا بِالْعِلْمِ

قال شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ: مَيِّزْ بَيْنَ مَن تُعْطِيهِ ويُعْطِيكَ، فإِنْ كان مَن يُعْطِيكَ أَحَبَّ إليك فأَنْتَ مُحِبٌّ للدنيا، وإِنْ كان مَن تُعْطِيهِ أَحَبَّ إليكَ فأنتَ مُحِبٌّ للآخرةِ .

وقال بِلالٌ بن سعد: لا تَكُنْ وَلِيًّا للهِ في الْعَلانِيَةِ وعَدُوَّهُ في السِّرِّ.

قالَ أحمدُ بْنُ عاصِمٍ الأَنْطَاكِيُّ: هذه غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ : أَصْلِحْ فِيمَا بَقِيَ يُغْفَرْ لك فِيمَا مَضَى .

قال ابْنُ سِيرِينَ: إِنِّي لأَعْرِفُ الذَّنْبَ الذِي حُمِلَ عَلَيَّ به الدَّيْنُ ما هو ؛ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِن أَرْبَعِينَ سنةً يَا مُفْلِسُ!فَلَمَّا سَمِعَ أبو سليمانَ الدَّارَانِيُّ ذلكَ قال: قَلَّتْ ذُنُوبُهم فَعَرَفُوا مِن أَيْنَ يُؤْتَوْنَ ، وكَثُرَتْ ذُنُوبُنَا وذُنُوبُكَ فَلَيْسَ نَدْرِي مِن أينَ نُؤْتَى .

رَوَى عبدُ الرحمنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قال: كانَ أبي يقولُ: أَيْ بُنَيَّ، وكيفَ تُعْجِبُكَ نَفْسُكَ وأنتَ لا تَشاءُ أنْ تَرَى مِن عِبَادِ اللهِ مَن هوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلاَّ رَأَيْتَهُ ؟ يا بُنَيَّ لا تَرَى أَنَّكَ خَيْرٌ مِن أَحَدٍ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ حتَّى تَدْخُلَ الْجنةَ ويَدْخُلَ النارَ ، فإذا دخلتَ الجنةَ ودخلَ النارَ تَبَيَّنَ لكَ أَنَّكَ خيرٌ منه .

قال أبو الدرداء: لا تُكَلِّفُوا الناسَ ما لَمْ يُكَلَّفُوا، ولا تُحَاسِبُوا النَّاسَ دُونَ رَبِّهِم، ابْنَ آدَمَ، عَلَيْكَ نَفْسَكَ، فإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ ما يَرَى في الناسِ يَطُولُ حُزْنُهُ ولا يَشْفِ غَيْظَهُ .

ذُكِرَ رَجُلٌ عندَ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ فقال: ما أنا عَن نَفْسِي بِرَاضٍ فَأَتَفَرَّغَ منها إلى آدَمِيٍّ غَيْرِهَا، إنَّ العبادَ خافُوا اللهَ على ذُنُوبِ غَيْرِهم وَأَمِنُوهُ على ذُنُوبِ أَنْفُسِهم !

وقال يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: كَيْفَ أَمْتَنِعُ بِالذَّنْبِ مِن رَجَائِكَ، ولا أُرَاكَ تَمْتَنِعُ لِلذَّنْبِ مِن عَطائِكَ .

عنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍرَضِيَ اللهُ عنه قال: ما مِن عَبْدٍ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَزَّ وجَلَّ إِلاَّ أَبْدَلَهُ اللهُ به ما هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ، وما تَهَاوَنَ به عَبْدٌ فَأَخَذَهُ مِن حيثُ لا يَصْلُحُ إِلاَّ آتاهُ اللهُ ما هو أَشَدُّ عليهِ مِنْهُ مِن حيثُ لا يَحْتَسِبُ .

قال الفضيلُ بنُ عِياضٍ لابْنِه: يا عَلِيُّ، لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّكَ تُسَاوِي شيئًا، الذُّبَابُ أَطْوَعُ للهِ مِنْكَ !

قال بلال بن سعد: ذِكْرُكَ حَسَناتِكَ ونِسْيَانُكَ سَيِّئَاتِكَ غِرَّةٌ.

قال بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ: إِنْ عَرَضَ لكَ إِبْلِيسُ بأنَّ لكَ فَضْلاً علَى أَحَدٍ مِن أَهْلِ الإسلامِ فَانْظُرْ، فإنْ كانَ أَكْبَرَ منكَ فَقُلْ قد سَبَقَنِي هذا بالإيمانِ والعملِ الصَّالِحِ فهو خَيْرٌ مِنِّي، وإنْ كانَ أَصْغَرَ منكَ فَقُلْ قد سَبَقْتُ هذا بِالْمَعاصِي وَالذُّنُوبِ وَاسْتَوْجَبْتُ الْعُقُوبَةَ فهو خيرٌ مِنِّي ؛ فإنَّكَ لا تَرَى أحدًا مِن أَهْلِ الإسلامِ إِلاَّ أَكْبَرَ منكَ أو أَصْغَرَ منكَ . قال: وإنْ رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ المسلمينَ مَنْ يُكْرِمُونَك ويُعَظِّمُونَك ويَصِلُونَك فقل أنتَ: هذا فَضْلٌ أَخَذُوا به ، وإنْ رَأَيْتَ منهم جَفاءً وَانْقِبَاضًا فقلْ هذا ذَنْبٌ أَحْدَثْتُهُ .

عنْ أبي عَوَانَةَ قال: لو قِيلَ لِمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ اليومَ أو غَدًا ، ما كان عندَه مِن مَزِيدٍ .

قال الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: لَمْ يُدْرِكْ عِندَنا مَن أَدْرَكَ بِكَثْرَةِ صِيَامٍ ولا صَلاةٍ ، وإِنَّما أَدْرَكَ عِنْدَنا مَنْ أَدْرَكَ بِسَخَاءِ الأَنْفُسِ وسَلامَةِ الصُّدُورِ وَالنُّصْحِ لِلأُمَّةِ.

وقال ذو النون : مَن تَزَيَّنَ بِعَمَلِهِ كانتْ حَسناتُه سَيِّئَاتٍ .

قال الشافعي: العلمُ مُرُوءَةُ مَن لا مُرُوءَةَ له

وقال ابنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: لا يَثِقُ الناسُ بِعِلْمِ عالِمٍ لا يَعْمَلُ ، ولا يُرْضَى بِقَوْلِ عالِمٍ لا يَرْضَى .

قال سفيانُ الثوريُّ : إذا تَرَأَّسَ الرجلُ سَرِيعًا أَضَرَّ بِكَثِيرٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وإذا طَلَبَ وطَلَبَ بَلَغَ.

قال محمدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ لأحمدَ بْنِ حَنْبَلَ : يا أبا عَبْدِ اللهِ أَنْتَ أَعْلَمُ بِالأَخْبَارِ الصِّحَاحِ مِنَّا، فإذا صَحَّ عندَكُمُ الْحَدِيثُ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فَأَخْبِرُونَا به حَتَّى نَرْجِعَ إليه .

كان عمرُبن عبد العزيز يَخْطُبُ الناسَ فَيقُولُ: أَيُّهَا الناسُ، مَنْ أَلَمَّ بِذَنْبٍ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ وَلْيَتُبْ، فإنْ عادَ فَلْيَسْتَغْفِرْ وَلْيَتُبْ، فإنْ عادَ فَلْيَسْتَغْفِرْ ولْيَتُبْ، فَإِنَّما هي خَطايَا مُطَوَّقَةٌ في أَعْنَاقِ الرِّجَالِ، وإنَّ الْهَلاكَ كُلَّ الْهَلاكِ الإِصْرَارُ عليها .

قال سفيان الثوري: إِنَّما الْعِلْمُ عندَنا الرُّخَصُ عَنِ الثِّقَةِ، فأَمَّا التَّشْدِيدُ فَكُلُّ إنسانٍ يُحْسِنُهُ !

قال الحارثُ بْنُ أَسَدٍ الْمُحَاسَبَيُّ: لا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أنْ يَطْلُبَ الْوَرَعَ بِتَضْيِيعِ الْوَاجِبِ .

وقالَ: لَيْسَ سَاعَةٌ مِن ساعاتِ الدُّنيا إِلاَّ وَهِيَ مَعْرُوضَةٌ علَى الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمًا فَيَوْمًا وسَاعةً فَساعةً، ولا تَمُرُّ به ساعةٌ لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعالَى فيها إِلاَّ تَقَطَّعَتْ نَفْسُه عليها حَسَرَاتٍ، فَكَيْفَ إذا مَرَّتْ به ساعةٌ معَ ساعةٍ ويومٌ معَ يومٍ ولَيْلَةٌ مَعَ لَيْلَةٍ ؟!

وقال سفيان الثوري : ما ضَرَّهُمْ ما أَصَابَهُمْ في الدُّنْيَا، جَبَرَ اللهُ لهم كُلََّ مُصِيبَةٍ بِالْجَنَّةِ .

قال الشافعي: السَّخَاءُ وَالْكَرَمُ يُغَطِّيَانِ عُيُوبَ الدُّنيا والآخِرَةِ، بَعْدَ أَلاَّ يَلْحَقَهُمَا بِدْعَةٌ .

قال حاتمٌ الأَصَمُّ: مَثَلُ الدُّنيا كَمَثَلِ ظِلِّكَ ، إِنْ طَلَبْتَهُ تَبَاعَدَ وإنْ تَرَكْتَهُ تَتَابَعَ .

قال عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَالْعُلَماءُ قَلِيلٌ .

قال الشافعي: كُلُّ ما قُلْتُ وكان عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ خِلاَفُ قَوْلِي مِمَّا يَصِحُّ، فَحَدِيثُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أَوْلَى ولاَ تُقَلِّدُونِي

قال سفيانُ بْنُعُيَيْنَةَ: لا تَأْسَ علَى ما فاتَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لو رُزِقْتَ لأَتَاكَ !

عن بكرِ بْنِ عبدِاللهِ قال: إنَّ اللهَ لَيُجْرِعُ عَبْدَهُ المؤمنَ مِنَ الْمَرَارَةِ لِمَا يُرِيدُ به مِن صَلاحِ عاقِبَةِ أَمْرِهِ . قال بكرٌ : أَمَا رَأَيْتُمُ الْمَرْأَةَ تَسْقِي وَلَدَها الصَّبْرَ تُرِيدُ به عافِيَتَهُ ؟

كان أبو بكرٍ الْكِتَّانِيُّ يقولُ: إذا سألتَ اللهَ التَّوْفِيقَ فَابْتَدِئْ بِالْعَمَلِ .

عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه قال: لَمَّا ضُرِبَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ فَوَضَعَهُ علَى عَيْنَيْهِ وقال: أَنْتَ ثَمَرَةُ قَلْبِي وقُرَّةُ عَيْنِي ، بِكَ أُطْغِي وبِكَ أُكَفِّرُ وبِكَ أُدْخِلُ النَّارَ ، رَضِيتُ مِن ابْنِ آدَمَ بِحُبِّ الدُّنيا أَنْ يَعْبُدَكَ !

قال رجلٌ لِحَاتِمٍ الأصم : عِظْنِي، قال: إنْ كُنْتَ تُرِيدُ أنْ تَعْصِيَ مَوْلاَكَ فَاعْصِهِ في مَوْضِعٍ لا يَرَاكَ .

قال أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عنه : لا خَيْرَ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ، ولا شَرَّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ .

قالَ إبراهيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: إنَّ الدُّنيا لا تَسُرُّ بِقَدْرِ ما تَضُرُّ ، إنَّها تَسُرُّ قليلا وتُحْزِنُ حُزْنًا طَوِيلاً .

قال الشافعيُّ : ما ناظَرْتُ أحدًا قَطُّ إِلاَّ أَحْبَبْتُ أنْ يُوَفَّقَ ويُسَدَّدَ ويُعَانَ ويكونَ عليه رِعَايَةٌ مِنَ اللهِ وحِفْظٌ ، وما ناظرتُ أحدًا إِلاَّ ولَمْ أُبَالِ بَيَّنَ اللهُ الْحَقَّ على لِسَانِي أو لِسَانِه .

قال الشافعيُّ: اللَّبِيبُ الْعاقِلُ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ .

عنْ حَيْلاَنَ بْنِ فَرْوَةَ أنَّ مُوسَى عليه السَّلامُ قال: إِلَهِي كيفَ أَشْكُرُكَ، وأَصْغَرُ نِعْمَةٍ وَضَعْتَها عِنْدِي مِن نِعَمِكَ لا يُجَازِي ِبَها عَمَلِي كُلُّه ؟ فَأَوْحَى اللهُ إليه: يا مُوسَى، الآنَ شَكَرْتَنِي !

كان محمدُ بنُ يُوسُفَ لا يَشْتَرِي مِن خَبَّازٍ واحِدٍ ولا مِن بَقَّالٍ واحِدٍ، يقولُ: لَعَلَّهم يَعْرِفُونِي فَيُحَابُونِي، فَأَكُونَ مِمَّنْ أَعِيشُ بِدِينِي !

وقالَ بِشْرٌ الْحَافِي: الْعَجَبُ أنْ تَسْتَكْثِرَ عَمَلَكَ وتَسْتَقِلَّ عَمَلَ النَّاسِ .

عن أحمدَ بْنِ الْخَضِرِ قال: مَنْ أَحَبَّ أنْ يكونَ اللهُ مَعَهُ في جَمِيعِ الأحوالِ فَلْيَلْزَمِ الصِّدْقَ، فإنَّ اللهَ معَ الصَّادِقِينَ .

قال أبو حازم: مَنْ عَرَفَ الدُّنيا لَمْ يَفْرَحْ فيها بِرَخَاءٍ ولَمْ يَحْزَنْ علَى بَلْوَى .

وقال مَحْفُوظٌ : أَكْثَرُ النَّاسِ خَيْرًا أَسْلَمُهُمْ صَدْرًا لِلْمُسْلِمِينَ .

قال أبو حازمٍ : ابْنَ آدَمَ ، بَعْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ .

قال جَعْفَرٌ بن محمد : قال مُوسَى : يا رَبِّ أَسْأَلُكَ أَلاَّ يَذْكُرَنِي أَحَدٌ إِلاَّ بِخَيْرٍ ، قال : ما فَعَلْتُ ذلك لِنَفْسِي !

كانَ سعيدُ بْنُ عبدِ العزيزِ إذا فَاتَتْهُ الصلاةُ في الجماعةِ يَأْخُذُ بِلِحْيَتِهِ ويَبْكِي .

قال ذُو النُّونِ: ما طابَتِ الدُّنيا إِلاَّ بِذِكْرِهِ، ولا طابَتِ الآخرةُ إِلاَّ بِعَفْوِهِ، ولا طابتِ الْجِنَانُ إلاَّ بِرُؤْيَتِه .

وقال سفيان الثوري : الزُّهْدُ في الدنيا قِصَرُ الأَمَلِ، ليس بِأَكْلِ الْغَلِيظِ ولا لُبْسُ الْخَشِنِ .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه قال: لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَهْرًا أو جُمُعَةً أو ما شاءَ اللهُ أَحَبَّ إليَّ مِنْ حَجَّةٍ بَعْدَ حَجَّةٍ .

وقال الشافعي : مَنْ وَعَظَ أخاهُ سِرًّا فَقَدْ نَصَحَهُ وزَانَهُ ، ومَنْ وَعَظَهُ عَلانِيَةً فَقَدْ فَضَحَهُ وخَانَهُ .

قال الرَّبِيعُ : سَمِعْتُ الشافعيَّ مِرَارًا كثيرةً يقولُ: ليسَ العلمُ ما حُفِظَ ، العلمُ ما نَفَعَ

وقال الثوري : ما أُعْطِيَ رَجُلٌ مِنَ الدنيا شيئًا إِلاَّ قِيلَ له: خُذْهُ ومِثْلَهُ حُزْنًا !

وقالَ ابْنُ أَدْهَمَ : الْمُوَاسَاةُ مِن أَخْلاقِ المؤمنينَ .

كان الرَّبِيعُ بعدَما أصابَه الْمَرَضُ يُهَادَى بينَ رَجُلَيْنِ إلى مَسْجِدِ قَوْمِه ، وكان النَّاسُ يقولون له: يا أبا يَزِيدَ، لَقَدْ رَخَّصَ اللهُ لك لو صَلَّيْتَ في بَيْتِكَ ، فيقولُ: إنَّه كَما تَقُولُونَ ولَكِنِّي سَمِعْتُهُ يُنَادِي : حَيَّ علَى الْفَلاحِ ، فَمَنْسَمِعَ مِنْكُمْ يُنَادَى : حَيَّ على الْفَلاحِ فَلْيُجِبْهُ ولَوْ زَحْفًا ، ولو حَبْوًا.

كانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ لا يُمَاكِسُ في كُلِّ شَيْءٍ يَتَقَرَّبُ به إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ،فكان لا يُمَاكِسُ في ثَلاثٍ: في الأُجْرَةِ إلى مَكَّةَ، وفي الرَّقَبَةِ يَشْتَرِيها لِلْعِتْقِ ، وفي الأُضْحِيَّةِ .

قالَ أَيُّوبُ: إذا لَمْ يَكُنْ ما تُرِيدُفَأَرِدْ ما يَكُونُ.

قال بنانُ الْبَغْدَادِيُّ: الْحُرُّ عَبْدٌ ما طَمِعَ ، وَالْعَبْدُ حُرٌّ ما قَنَعَ .

قال سفيانُ الثوريُّ: حُرِمْتُ قِيَامَ اللَّيْلِ بِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ .

قال رجلٌ لِدَاوُدَ الطائِيِّ: يا أبا سليمانَ، لقد رَضِيتَ مِنَ الدنيا بِالْيَسِيرِ، قال: أَفَلاَ أَدُلُّكَ على مَن رَضِيَ بِأَقَلَّ منها ؟ مَنْ رَضِيَ بِالدُّنيا كُلِّهَا عِوَضًا عَنِ الآخِرَةِ !

وقال سلمة بن دينار : اِعْلَمْ أَنَّكَ إذا مِتَّ لَمْ تُرْفَعِ الأَسْوَاقُ بِمَوْتِكَ ، إِنَّ شَأْنَكَ صَغِيرٌ فَاعْرِفْ نَفْسَكَ .

قال جعفرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : إذا بَلَغَكَ عن أَخِيكَ شَيْءٌيَسُوءُكَ فَلاَ تَغْتَمّ ، فإنَّكَ إنْ كُنْتَ كَما يَقُولُ كانتْ عُقُوبةً عُجِّلَتْ ، وإنْ كُنْتَ علَى غَيْرِ ما يَقُولُ كانتْ حَسَنَةً لَمْ تَعْمَلْهَا .